سور الآثار حجب الرؤية وأغضب السياح بالأقصر

المعارضون: تدمير لجمال الطبيعة.. وإهدار للمال العام

الأقصر - أحمد السعدي

أثار قيام المجلس الأعلي للآثار ببناء سور بارتفاع 3 أمتار علي الأقل حول كافة المناطق الأثرية بمنطقة آثار القرنة غرب الأقصر حالة من السخط والغضب بين المواطنين وعشاق الآثار من السياح الزائرين أو المقيمين وكذلك العاملين في البعثات الأثرية.
ووصف سيد فراج عضو المجلس المحلي الشعبي لمركز الأقصر الأسوار التي يتم بناؤها بمناطق الملقطة بجوار دير المحارب ومعبد دير شلويط ونجع السوالم بذراع أبوالنجا ومدينة هابود وقصر العجوز ويمتد حتي قرية المديرة بحبل الضبعية جنوباً بأنها قتل واضح وصريح للجمال والطبيعة وأن ما تقوم به وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلي للآثار يماثل أسوار برلين والجدار العازل والذي يكلف خزينة الدولة الملايين من الجنيهات بواقع 400 جنيه للمتر للمقاول الصغير تصل إلي 1600 جنيه للمقاول الرئيسي.
واتهم عضو المجلس مسئولي الآثار بإهدار المال العام في مثل هذه الأسوار التي ترتفع بمقدار 3 أمتار ويرددون أنها مقامة حول مناطق أثرية مؤكداً أن كل المناطق الواقعة بجبل القرنة الممتد من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب بقرية الضبعية منطقة أثرية وأشار فراج إلي قيام المجلس الأعلي ببناء أسوار في مناطق أخري من الطوب اللبن أو الحجر الجيري بارتفاع 5.1 متر فقط أثارت إعجاب الجميع وحافظت في نفس الوقت علي جمال الطبيعة والمنظر الخلاب للجبال والأودية وما يتخللها من مناظر طبيعية خضراء وتساءل عن كيفية بناء أسوار بالأعمدة والخرسانة المسلحة وسط المناطق الأثرية وحولها وبهذا الارتفاع مؤكداً قيام البعثات الأجنبية العاملة في البر الغربي ببناء أسوار من الطوب اللبن والحجر الجيري حول المعالم الأثرية العاملين بها وبارتفاع منخفض.
وأضاف العضو أن بناء هذه الأسوار لا مبرر له في الوقت الحالي بعد نجاح مشروع تهجير سكان القرنة إلي مدينة الطارق الجديدة فيما ينتظر العدد القليل الباقي من السكان حول المناطق الأثرية دورهم في التعويضات والانتقال إلي مكان آخر وهو ما يعني توقف الاعتداءات علي أراضي الآثار كما أن هذه الأسوار بمثل هذه الارتفاعات تقدم صورة سيئة عن الأهالي وكأنهم مجموعة من اللصوص يتأهبون دائماً للسطو علي آثار بلدهم دون معرفة قيمتها الحضارية.
وقال العضو إنه في طريقه لتقديم طلب إحاطة عاجل ضد المجلس الأعلي للآثار داخل المجلس المحلي لوقف هذه الأسوار وإزالتها علي الفور وبناء أخري بالطوب اللبن أو الحجر الجيري وبارتفاع لا يزيد علي 5.1 متر.
من ناحيته أكد مصطفي وزيري مدير منطقة آثار البر الغربي حاجة المناطق الأثرية لمثل هذه الأسوار لتأمينها ضد السرقات والتعديات خاصة مع بدء أعمال الحفائر داخل العديد من المناطق الأثرية خلال الفترة القادمة ونفي وزيري تشويه هذه الأسوار لجمال الطبيعة الأثرية خاصة مع تأكيد الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار علي طلاء هذه الأسوار بمادة "الحيبة" التي تشابه الطين وأشار إلي أن الأسوار المنخفضة والمبنية من الطوب اللبن والحجر الجيري تعرضت للتعدي من قبل البعض مما يؤكد الحاجة إلي أسوار قوية لحماية كنوز مصر التاريخية ونفي الوزيري ما أشيع عن غضب أفراد البعثات الأثرية من بناء هذه الأسوار وأكد قيامهم بتقديم المساعدة اللازمة من الخرائط والرسومات الهندسية لتحديد مسار هذه الأسوار وطالب الوزيري بالحكم علي المشروع بعد الانتهاء تماماً من الأعمال المستمرة منذ عدة أشهر كما أن هذه البعثات سعيدة بعودة سلطة الدولة وأجهزتها الحكومية علي المناطق الأثرية وما تحتويه من كنوز لا تقدر بأموال الدنيا كلها.